البيئة
نظرة عامة
يبذل مطورو مدينة روابي كل الجهد الممكن لبنائها كنموذج لمدينة خضراء تحتضن الفلسطينيين، وتوظف الخطة الرئيسية ممارسات مسؤولة بيئياً تحافظ على سمات وخصائص المناظر الطبيعية.
روابي في رؤيتها تُركّز على أن تكون مدينة خضراء نموذجية في فلسطين للتطورات الحضرية المستقبلية، مع الفوائد المترتّبة على اهتمامها بالجانب البيئي للحفاظ على نوعية حياة أفضل للأجيال الحالية والقادمة.
المساحات الخضراء
كما أن ندرة الأماكن الترفيهية المحافظ عليها بيئياً بشكل سليم في فلسطين تضع ضغوطا على النظم البيئية المحلية الحساسة التي تستخدمها الأسر كمناطق تجمع وتنزّه، كما أنها تشجع على الاستخدام الإيجابي والحذر للمناطق العامة.
وترحب حديقة روابي الكبيرة التي يسهل الوصول إليها، بالمقيمين في المدينة إضافة إلى 53 ألفاً من أهالي 16 قرية مجاورة.
ويشرف مدراء الحديقة والأماكن الترفيهية عليها لضمان التزام زوارها بالأسس العامة للحفاظ عليها، وتأمل روابي أن تساهم بشكل كبير في تعزيز أنماط التنزّه في المناطق الطبيعية المفتوحة، الحياة الخارجية النشطة وزيادة التقدير البيئي.
تأثير بيئي:
وتعالج حديقة روابي إحدى المسائل البيئية الحاسمة في المدينة، ولكن غالبا ما يتم تجاهلها، وهي: كيفية استيعاب مخلّفات الحفريات الضخمة دون إلقاء مواد حفر في مناطق أخرى من الضفة الغربية؟
قرر مطورو مدينة روابي، بالتشاور مع مهندسي المناظر الطبيعية العالمية والبيئية، أن مخلّفات الحجر والتربة والمواد المستخرجة، قدمت فرصة لخلق مساحة خضراء ضخمة في الحديقة، حيث جرى نقل مُخلّفات المواد المحفورة إلى وادي روابي لإنشاء الحديقة ومدرّج مدينة روابي، والحفاظ على الوادي مع منع مخلّفات البناء في المدينة من تلويث المناطق الأخرى في فلسطين.
وأدرجت ممارسات إدارة الأراضي الدقيقة التي قام بها مطورو مدينة روابي، والتي ابتكروا بها طريقة للاستفادة من مخلّفات الحفر والبناء.. عهدا ومثالاً يُحتذى به، مع المحافظة على تدرّجات التلال في المنطقة.
وأعيد تشكيل المناظر الطبيعية دون أن تسبب ضررا، بالإضافة إلى الاستفادة من مخلّفات ومخرجات الحفر من تربة وحجارة روابي التي كان من المحتمل أن تكون ملوثة لتحويلها إلى مادة مسؤولة بيئيا، ومفيدة اجتماعيا.
ستتميز حديقة روابي بمناظر طبيعية مع النباتات المحلية المقاومة للجفاف والنباتات المحلية الأخرى، وتشمل الزراعة ستة أنواع من الأشجار التي حددها برنامج النمو من أجل برنامج فلسطيني أخضر أكثر ملاءمة لمناخ روابي، وستوفر الحديقة مساحة مفتوحة واسعة ومكانا ترفيهيا للعائلات والأصدقاء بعد ظهر يوم الجمعة وأوقات الفراغ الأخرى، كما ستتميز بحوض طبيعي لتتدفّق المياه الموسمية من خلال وادي روابي وكذلك مسارات المشي والملاعب.
إعادة التدوير
استخدام طرق مستدامة وصديقة للبيئة في كل مرحلة من مراحل دورة حياة البناء في مدينة روابي، هو جزء لا يتجزأ من قيم المجتمع الجديد، حيث يتم استخدام أساليب بيئية ومسؤولة اجتماعيا ويتم ممارستها دوليا من قبل المطورين في المدينة، كجزء من جهودهم في الحفاظ على عمليات تنمية نظيفة لا تشكل أي تهديد على البيئة أو الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من مواقع البناء.
إن احتمالات التلوث أو سوء استخدام الموارد موجود دائما؛ ومن الأسهل والأوفر في غالب الوقت عدم الاهتمام بأن نكون أصدقاء للبيئة، إلا أننا نعمل دائما على أن نكون كذلك حفاظا على طبيعة بلادنا وأرواح أهلنا، ففي مدينة روابي حماية البيئة وسلامة ورفاه الفلسطينيين هو أمر بالغ الأهمية، وقد تولت روابي زمام المبادرة في هذه القضية؛ آملين أن يؤخذ به للعمل على مستوى عالٍ من الممارسات المستدامة للمقاولين والبنائين في جميع أنحاء فلسطين، فيكون بذلك نموذجا يُحتذى به في التنمية المستقبلية.
إعادة تدوير المياه في مصنع قطع الحجر
في الوقت الحالي، فإن شاحنات روابي التي تنقل المياه اللازمة لإنشاء مصنع قطع الحجر، يتم تخزينها في صوامع المياه التي شيدت خصيصا لهذا الغرض، وذلك لأن قطع الحجر هو عملية تستهلك الكثير من المياه التي تستخدم للسيطرة على الغبار، وخلال القطع، كما تستخدم بكثافة في غسل وتلميع الأسطح الحجرية، وخفض حرارة آلة المطاحن المستخدمة في عملية قطع الحجر.
أما مصنع قطع الحجارة في روابي، الذي يعمل على مدار الساعة، فيستهلك عادة 10,360 لترا من المياه يوميا، ولأن إعادة تدوير المياه لاستخدامها مرة أخرى، هي السبيل الوحيد لتجنب الاسراف في استهلاك المياه، فإن نظام إعادة تدوير المياه في روابي يقلل من مستوى استهلاك المياه إلى أقل من 10٪ من الكمية المطلوبة دون إعادة تدويرها.
وبعد أن تخرج المياه من مصنع الحجر، فإنها تتدفق إلى نظام جمع خاص، مع الحرص على عدم السماح للمياه المستعملة الملوثة بالغبار الحجري، بالتسرب إلى التربة، تجنباً للضرر الذي تلحقه في المياه الجوفية ومستودعاتها، والماء بشكل عام.
فبدلا من ذلك، يتم تشغيل جميع المنتجات الثانوية للمياه المستعملة من خلال نظام الترشيح والضغط الخاص الذي يزيل الغبار الحجري والجسيمات الكبيرة من المياه، ثم يتم إعادة المياه النظيفة إلى المصنع ليتم استخدامها لاحقا في حلقة مغلقة مستمرة.
إعادة تدوير الحجارة
وعلى الرغم من دقة آلات قطع الحجر في مدينة روابي، هناك دائما بعض الحجارة الناتجة عن عملية القطع، فيبني مطورو روابي المدينة بحجارة وصخور تلالها، مما يسمح لهم باستخدام القطع الفائضة في الحصى لتغطية الجدران الاستنادية للطرق في المدينة، أما الجسيمات الأصغر، التي لا تصلح لهذا الغرض، فيتم إرسالها إلى "كسارة" روابي، التي تسحق الصخور والحجارة التي تتفاوت من حيث الحجم في الركام، وتستخدم لصنع الخرسانة.
وغالبا ما تستخدم عبارة "الأسمنت" و"الخرسانة" بالترادف، ولكن الأسمنت هو في الواقع أحد عناصر الخرسانة، وتنشئ مدينة روابي الخرسانة الخاصة بها عن طريق إعادة استخدام المنتج الثانوي لمصنع قطع الحجارة وخلطها بالماء والأسمنت والرمل والمواد المضافة الأخرى.
إعادة تدوير الصلب
واحدة من أغلى وأهم مكونات البناء هو الصلب المستخدم لتعزيز هياكل البناء، وستستخدم المدينة آلاف الأطنان منه طوال عمر المشروع. ولذلك، لا بد من الدراسة الدقيقة لموارد البناء المكلفة هذه.
يتم جلب كل شحنة من الصلب لغرض محدد.. عمال البناء المدربون بشكل مختص في التعامل مع قطع وتقويس وإعادة تشكيل الصلب، يقومون بأخذ قياسات دقيقة وبعناية كبيرة للحد من الأخطاء والمخلّفات الناتجة، وفور الانتهاء يتم تجميع القطع الصغيرة المتبقية من الصلب لإرسالها إلى مصانع الصلب لتدويرها، فيتم صهرها مرة أخرى على شكل سائل وإعادة استخدامها في قضيب أو صفيحة أخرى بحجم أكبر.