Facebook

جامع قطر

  • جامع قطر

من أجمل الجوامع الحديثة في فلسطين، إذ تجمع تصاميمه بين الأصالة والحداثة، حيث يتربع الجامع على تلال فلسطين الخلابة، بلونه الذهبي الذي يعكس أشعة الشمس حين تغيب على الساحل الفلسطيني المطل عليه من قلب الجبل.


بمساحته الكبيرة وإبداعِ بنائه، يشكّل الجامع الذي صمم في دولة قطر أحد أضخم الأعمال المعمارية، ليمزج بين الحضارات الإسلامية والتاريخية، حيث جرى تصميم المئذنة الضخمة لتكون مفصولة عن الجامع على ارتفاع 45 متراً كأعلى نقطة للجامع متأثراً بالعمارة الإسلامية في العصر الأموي، وزُيّنت المئذنة بنقوش إسلامية محفورة على حجرِها، كما تم بناء قبة كبيرة بقطر 15.5 متراً، ويتوشّح الجامع من الخارج بزخارف مضلّعة ذهبية اللون، والتي وُجدت في الكثير من الجوامع الأموية العريقة لتضفي لمسة جمالية للبناء، وبُني الجامع بحجارة مستخرجة من جبال مدينة روابي وبصناعة محلّية فلسطينية كاملة، وزُيّنت حجارة الجامع بنقوش إسلامية من آيات قرآنية بارزة من الداخل والخارج وعلى المئذنة، ما جعله أشبه بلوحة فنّية متكاملة.


يتكون المدخل الرئيسي للجامع من ثلاثة أبوابٍ زرقاء مزخرفة باللون الذهبي تعكس فن الزواق المغربي وهو من الحرف النادرة التي تعرف أيضا بفن الزخرفة على الخشب التطواني بنقوش إسلامية دقيقة، حيث صنعت هذه الأبواب يدوياً في مدينة مراكش، وقُبيل الدخول إلى الجامع يرى الزائرُ 4 لوحات فسيفساء على مساحة 70 مترًا مربّعاً مستوحاة من العهد البيزنطي، صممتها ونفذتها فنانتان فلسطينيتان، كما يتكون الجامع من المصلى الرئيسي للرجال، ومصلى النساء تحاذيه منطقة للأطفال، ليتسع لأكثر من 3,000 مصل، بالإضافة إلى مكتبة، ومكتب إمام، وقاعة محاضرات متعدّدة الاستخدام، ومواقف سيارات تخدم الجامع الذي يقع بين المركز التجاري والأحياء السكنية للمدينة.


يتميّز الصحن الداخلي للجامع بالرحابة والانسيابية، ما يحقّق مزيجاً متكاملاً بين الطراز الخارجي والتصميم الداخلي، مع الاهتمام بالإضاءة الطبيعية في النهار التي تدخل الجامع عبر قبته المكونة من 30 شريحة زجاجية، بالإضافة إلى نوافذ المصلى الواسعة المطلة على الطبيعة الفلسطينية الخلابة من الجبال والوديان الخضراء وعلى الساحل الفلسطيني، كما تنعكس أشعة الشمس على نقوش أسقفه وجدرانه الذهبية ما يخلق حالة من الخشوع لدى الزوار، وتتدلى من سقف الجامع ثريا ضخمة مكوّنة من ثلاث حلقات بأحجام مختلفة، مرصعة بمصابيح مُبهجة، تبرزُ إنارتها النقوش الإسلامية المرسومة على الثريا أثناء الليل، وبشكل موازٍ للثريا، تتوسّط النجمة الإسلامية الكبيرة سجادة المصلى الحمراء، المصنوعة من الصوف الطبيعي في تُركيا، واستكمالًا للوحة الفنية المبهرة للجامع، فقد جرى اعتماد أسقف خشبية بنقوش معاصرة، وتحيط هالة روحانية بالإمام عند وقوفه أمام المحراب الذي يصل ارتفاعه إلى 9.2 مترًا، تم بناؤه من الرخام الطبيعي المنفّذ للضوء، متناسقاً مع اللون الذهبي للجامع.


تم الاهتمام ببناء المتوضأ بتصميم مميّز تعلوه كُوّة وهي نافذة زجاجية منفّذة للضوء تضفي رونقاً جميلاً على المكان، إضافة إلى حمامات تخدم المصلين، وضمن الخدمات المتكاملة للجامع، جرى تركيب نظام صوتٍ بمعايير عالمية لبث الأذان أو خلال فترة الصلاة وفي قاعة الاجتماعات، بالإضافة إلى أنظمة عزل الصوت للحد من الصدى.