قال اقتصاديون ورجال أعمال إن قطر لعبت دورا أساسيا في دعم القضية الفلسطينية على الصعيد السياسي، كما كانت أحد أهم روافد التنمية في الأراضي العربية المحتلة. وجاءت تلك التصريحات لـ «العرب» بالتزامن مع حلول الذكرى الـ64 للنكبة عام 1948 والتي تمخض عنها احتلال إسرائيل جزءا واسعا من فلسطين التاريخية وتشريد آلاف من سكانها نحو بلدان الشتات، فضلا عن الضفة الغربية وقطاع غزة. وأكد هؤلاء على الدور الإنساني والتنموي الكبير الذي تلتزم به الدوحة حيال القضية المركزية للشرق الأوسط، حيث حرصت على إقامة مشاريع تنموية في مناطق مختلفة من الضفة والقطاع, فضلا عن جهود مماثلة في مدينة القدس الشريف للحيلولة دون تهويد تلك المناطق وطمس هويتها العربية الإسلامية. ثمن رجال أعمال قطريون الدور الذي تلعبه دولة قطر حكومة ومستثمرين في دعم القضية الفلسطينية على مر التاريخ وفي كافة الأزمات التي تعرضت لها الدولة المحتلة، وذلك تزامناً مع الذكرى الرابعة والستين لنكبة قيام دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية. وأكد هؤلاء أن دعم دولة قطر لشعب فلسطين مستمر ولن ينقطع، مشيرين إلى أنه نابع من واجب إنساني وأخلاقي، حيث أثمرت الجهود القطرية في وحدة الصف الفلسطيني ونصرة قطاع غزة، مضيفين أن الدولة سخرت كل الإمكانات والطاقات لإزالة آثار العدوان ورفع الحصار وإعادة الإعمار في القطاع وفي باقي الأراضي الفلسطينية. وأشار هؤلاء إلى دور جال الأعمال القطريين في دعم الاستثمارات في الدولة المحتلة، رغم الضغوطات التي يتعرضون لها من الكيان الصهيوني، داعين في الوقت ذاته إلى ضرورة دعم قطاع الاستيراد والتصدير بين الجانبين القطري والفلسطيني من أجل مساندة الاقتصاد الفلسطيني. تنمية ويؤكد رجل الأعمال يوسف الكواري أن دولة قطر تلعب دوراً كبيراً في دعم الشعب الفلسطيني من خلال الاستثمارات القطرية هناك، إلى جانب دورها في دعم التعليم وتنمية المواطنين الفلسطينيين. ويقول الكواري إن قطر تحاول جاهدة القيام بهذا الدور رغم الضغوطات التي تمارس على الشعب الفلسطيني من الكيان الصهيوني، والتي تقف عائقاً أمام فتح مجال أوسع للاستثمارات القطرية هناك. ويثمن الدور الذي تلعبه صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في دعم التعليم في الدولة المحتلة من خلال برامج روتا التي تقدم خدمات تعليمية وتنموية للشعب الفلسطيني. ويشير الكواري إلى أن رجال الأعمال القطريين يمكنهم تقديم المساعدة لإخوانهم في فلسطين من خلال دعم قطاع الاستيراد والتصدير بين الجانبين، مؤكداً إمكانية تصدير بعض المنتجات إلى الدولة المحتلة بأسعار رمزية. ويوضح أنه يمكن بالتوازي منح الأولوية للاستيراد من فلسطين من أجل دعم منتجاتهم، لافتاً إلى أن هناك الكثير من الشركات الزراعية التي يمكن لرجال الأعمال القطريين استيراد المنتجات منها، مثل منتجات الألبان والمنتجات الغذائية. ويؤكد أن دعم قطاع الاستيراد والتصدير بين البلدين يكون أسهل بكثير من تأسيس الشركات هناك، وتقديم الدعم غير المباشر للشعب الفلسطيني. ويضيف: «رجال الأعمال القطريون سباقون في دعم قضية فلسطين من خلال الدعم المالي وجمع التبرعات، والآن هناك استثمارات قطرية تشق طريقها، غير أن دعم الاستيراد والتصدير بين قطر وفلسطين سيكون عاملا جديدا في دعم الشعب الفلسطيني». ويؤكد الكواري أن رجال الأعمال على أتم استعداد لمساعدة الفلسطينيين في قطاع غزة أو الضفة الغربية، أو أي مكان آخر، لكن ذلك يتوقف على توفير مناخ سياسي دولي محفز وأكثر أمناً، قائلاً إنه في حال توافرت الشروط فإنه لن يتخلف رجل أعمال واحد عن دعم الفلسطينيين. من جانبه، يشير أحمد جاسم الجولو رئيس مجلس إدارة جمعية المهندسين القطرية أن دولة قطر لم تأل جهداً في مساندة الشعب الفلسطيني في كافة أزماته، مؤكداً أن رجال الأعمال القطريين على أتم استعداد لتقديم الدعم والعون للشعب الفلسطيني وأهل غزة, وإقامة مشاريع هناك، لكن الإسرائيليين يمانعون ويرفضون إقامة أي مشروع بالداخل الفلسطيني. تعاون ويؤكد الجولو أن خير دليل على سعي المستثمرين القطريين للاستثمار في فلسطين، هو ذلك التعاون الناجح بين صندوق الاستثمار الفلسطيني وشركة اتصالات قطر- كيوتل لإنشاء المشغل الثاني للاتصالات الخلوية في فلسطين، وهي الشركة الوطنية الفلسطينية «الوطنية موبايل»، وهي إحدى أكبر الشركات الفلسطينية، كما أن هناك تعاونا مع شركات قطرية أخرى في مجالات التطوير العقاري لإنشاء ضواح سكنية في أكثر من مدينة فلسطينية، وهي ضاحيتا الجنان في مدينة جنين، والريحان في مدينة رام الله، بالإضافة إلى قيام شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري بالتعاون مع شركة مجموعة «بيتي» الاستثمارية، بإنشاء المدينة السكنية المتطورة والعصرية في فلسطين، مدينة «روابي». ويقول الجولو إن رجال الأعمال على استعداد للاستثمار في فلسطين ولديهم القدرة والاستعداد لذلك، لكنهم يصطدمون بالتعنت الإسرائيلي. ويضيف: «حتى إذا تمت محاولة إقناع الإسرائيليين بأن هذه المشاريع إنسانية واقتصادية ولا علاقة لها بالسياسة أو الأمن فإنهم سيتحججون بأنها ستقوي الاقتصاد الفلسطيني في مواجهة اقتصادهم». ويرى الجولو أن أفضل سبيل الآن هي التبرع لفائدة منظمات إنسانية موثوق بها تستطيع أن توصل هذه الأموال إلى مستحقيها. ويقول: «التاريخ يشهد أن المستثمرين القطريين لم يتأخروا في دعم قضية فلسطين، ولن يتخلفوا أبداً في المستقبل». ويرتكز الاقتصاد الفلسطيني على قطاع الخدمات الذي يشكل %81 من الناتج المحلي، أما قطاع الصناعة فيحتل %14 والزراعة %5. مشاريع وفي هذا السياق، أطلقت قطر الخيرية العام الماضي مشاريع زراعية تتخطى قيمتها 12 مليون دولار لتوفير الأمن الغذائي المستدام في فلسطين، تنفذ هذه المشاريع لمدة خمس سنوات، وتشمل غرس الأشجار المثمرة واستصلاح الأراضي، وهي جزء من استراتيجية قطر الخيرية على المدى الطويل لتعزيز الأمن الغذائي في فلسطين، ودعم الجهود للقضاء على الفقر. وفي موقف آخر يحسب للقيادة القطرية الرشيدة، جاء التبرع السخي بالوقود، الذي يعادل 30 مليون لتر إلى قطاع غزة، الذي هددته أزمة طاقة مؤخراً كادت أن تؤدي إلى شلل مرافق الخدمات، ليبرهن على الدور القطري المساند دائماً للشعب الفلسطيني. مواقف كما ذكر رجال أعمال الدور القطري المشرف تاريخيا في مساندة الشعب الفلسطيني وإعادة إعمار مدنه وبنيته التحتية من خلال المشاريع المتعددة المجالات والقطاعات التي تتصل بالمشاريع السكنية والاتصالات والغاز والوقود والمدارس. وأشار هؤلاء إلى الشركات التي تعمل في هذا الشأن إنسانيا واقتصاديا مثل قطر الخيرية التي تحرص على تعزيز العلاقات بالجهات الإنسانية المحلية لدعم صمود الشعب الفلسطيني. وشركة الديار القطرية التي تنفذ مشاريع تعمل على تحفيز النمو الاقتصادي والتنموي والاجتماعي من خلال إقامة مشروع سكني كبير وهو مدينة الروابي في مدينة رام الله بفلسطين, إلى جانب مشروع الاتصالات الذي قامت به اتصالات كيوتل من خلال مجموعة كيوتل, والشركة الوطنية الفلسطينية للاتصالات المساهمة العامة «الوطنية موبايل». التفرد ذكر عبدالرحمن النجار نائب الرئيس التنفيذي لإزدان العقارية أن قطر هي الدولة الوحيدة التي تدعم فلسطين سواء كان من خلال مبادرات مباشرة أو غير مباشرة ضمت مشاريع ضخمة من شأنها إحداث نقلة نوعية في البنى التحتية لفلسطين, في مجال الطاقة وما يتصل بها من إعادة إنارة وفي مجال العقارات وإعادة الإعمار وكذلك الصحة وبناء المستشفيات والتعمير من حيث تعمير المدارس. لافتا إلى أن الأهم من كل ذلك هو الدعم المعنوي الذي تحرص قطر على تقديمه للشعب الفلسطيني. وقال: نذكر غزة وما أصابها من دمار وحصار عندما بقيت قطر الدولة الوحيدة التي قادت الإعلام ضد الغزو الذي تعرضت له المدينة. مؤكداً أن قطر وبفضل رؤية حضرة صاحب السمو لا تدخر جهدا لتقدمه للدولة الفلسطينية. مشيراً إلى أنه لو أتيح المجال لهذه الجهود أن تنفذ على أرض الواقع فإن قطر قادرة خلال عاميين أن تحقق نتائج مهولة على أرض الواقع في كافة القطاعات الصحية والتعليمة والسكنية إلى جانب المجالات الأخرى الضرورية لعيش الشعب الفلسطيني. إشادة وبدوره أشاد محمد بن طوار نائب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر بالدور القطري الأخوي الذي يقوم به أمير البلاد تجاه فلسطين وبسياسته الحكيمة. وهو دور داعم من الناحية الاقتصادية والسياسة. مبينا أن المشاريع التي استحدثت مؤخرا تشير إلى وقوف قطر إلى جانب الشعب الفلسطيني, منوها إلى مشاريع التعليم والصحة والاتصالات والطاقة التي أطلقتها قطر بما يخدم التنمية الاقتصادية والبنى التحتية في فلسطين. واجب ومن جهته ذكر سالم بن بطي النعيمي رئيس مجلس إدارة شركة قطر الوطنية للإسمنت أن الدوحة تقوم بواجبها وواجب كل عربي تجاه فلسطين التي تستحق ما تقدمه لها قطر من مشاريع ودعم اقتصادي ومادي ومعنوي وسياسي. مشيراً إلى أهمية إسهامات الدولة في إعادة بناء مرافق المدن الفلسطينية في مجال التعليم والصحة والاتصالات إلى جانب مطالبتها بحقوق الشعب الفلسطيني. الأمر الذي لا يتوقف عن التفكير به حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى. لافتا إلى أهمية الموقف الذي تقوم به قطر تجاه شقيقتها فلسطين. أيادٍ بيضاء كما أكد رجل الأعمال ونائب رئيس الغرفة السابق عبدالعزيز العمادي أن مساهمات قطر معروفة ولا يمكن إلا الاعتزاز بالجهود الجبارة التي تقدمها للشعب الفلسطيني. مشيراً إلى أنه منذ البدايات كان لقطر مساهمات اقتصادية كبيرة جدا في فلسطين وقد نمت في الآونة الأخيرة. ولفت إلى أن قطر كانت إلى جانب غزة خلال حصارها حيث أمدتها بالمساعدات, وأشار العمادي أن قطر مستمرة بمشاريعها في فلسطين, لافتا إلى وجود مشروع ضخم لإعمار غزة سيرى النور قريبا, سيتم من خلاله بناء المساكن والمدارس والمستشفيات بما يخدم الشعب الفلسطيني.;

للاطلاع على الخبر عبر الموقع الذي قام بنشره، الرجاء الضغط هنا