أجري الحديث - أحمد سيد : لم يكن اعلان شركة الديار القطرية عن اقامة مدينة الروابي في مدينة رام الله بفلسطين مجرد اعلان عن مشروع سكني مثل اي مشروع عقاري آخر، كما لم يكن هدف انشاء هذه المدينة تجارياً بحتاً كما تفعل أي شركة عقارية أخري، ولكنه يعتبر مشروعاً إنسانياً اجتماعياً في المقام الأول يستهدف دعم صمود الشعب الفلسطيني وترسيخ تواجده علي ارضه، وترجمة عملية للسياسة الخارجية لدولة قطر تجاه فلسطين وشعبها.

مشروع مدينة الروابي الفلسطينية الذي اعلنته شركة الديار بالتعاون مع شركة مسار العالمية الفلسطينية يعد أول مشروع عقاري عربي في فلسطين، ويأمل القائمون عليه ان يكون فاتحة خير لجذب الاستثمارات العربية لأرض فلسطين التي تعاني الحصار والتجويع.

الراية التقت السيد بشار مصري رئيس مجلس ادارة شركة مسار العالمية الشريك الفلسطيني لشركة الديار القطرية في مشروع مدينة الروابي ، والذي اكد ان هذا المشروع يعد نتاجاً طبيعياً للسياسة الحكيمة والواعية لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدي.

وفيما يلي تفاصيل الحديث .....

# بداية هل يمكننا اعتبار مشروعاً مدينة الروابي السكنية مشروعاً سياسياً اكثر منه اقتصادياً؟

- هو مشروع اقتصادي لكن له جوانب سياسية بدون شك، فأولا هو مشروع لدعم صمود الشعب الفلسطيني، فنحن نتحدث عن مشروع عقاري يوفر عشرة آلاف وظيفة في فلسطين، كما اننا نتحدث عن اول تجمع سكاني او مدينة سكنية متكاملة منذ آلاف السنين فهذا معناه اننا ننشئ مدينة فلسطينية، ومنذ عهد الاحتلال لم تقام اي مدن فلسطينية وخاصة في الضفة الغربية أي منذ العام 1967 - وكما نعلم ان اسرائيل بدأت في بناء المستوطنات منذ عام 1974 وحتي الان وفي تزايد مستمر، لذا فإن هذا اول تجمع فلسطيني، وهذا المشروع يساهم في تثبيت الفلسطيني علي ارضه وترسيخ وجوده فيها والبقاء عليها بدلا من الهجرة الي الخارج، كما يساهم في عدم ذهاب الاراضي الي الاسرائيليين .. لاسيما ان فرص العمل في الدول العربية وخاصة في دول الخليج متعددة وكبيرة جدا ومغرية لأي فرد ويلجأ اليها الفلسطينيون، ومن واجبنا ان نخلق فرص عمل في فلسطين، ونشجع الفرد الفلسطيني علي أن يطور في بلده ويهتم بها ويثبت علي ارضه حتي وهو تحت الاحتلال، وهذا المشروع جاء بالاستثمارات الخليجية والقطرية بشكل اخص علي أرض فلسطين ليعمل فيها الفلسطينيون علي ارضهم وفي بلدهم وهذا شيء مهم جدا.. مشيرا الي إن مدينة الروابي مصممة خصيصاً لتستقطب المواطنين الفلسطينيين الذين يبحثون عن مسكن بسعر اقتصادي في مجتمع عمراني متكامل يضم مرافق شاملة ويتمتع بعوامل الأمن والسلامة بين الهضاب وفوق هذا كله يطل علي منظر خلاب. توفر مدينة الروابي لمن يسكنها فرصة حقيقية لمستوي معيشة راقٍ وبسعر في متناول الأسر الفلسطينية الشابة وكذلك الشريحة المتنامية من الشباب والشابات المهنيين من غير المتزوجين، والموقع المخصص لإقامة مشروع المدينة العمرانية الجديدة تفصله فقط تسعة كيلومترات عن مدينة رام الله، ونحو ثلاثة كيلومترات ونصف الكيلو عن جامعة بيرزيت وحوالي خمسة وعشرين كيلومتراً عن مدينة نابلس. وهذا الموقع حالياً خاضع لسيطرة السلطة الفلسطينية، وبمجرد استكمال بناء المدينة بالكامل، ستوفر خمسة آلاف شقة ووحدة سكنية تسع لما يزيد علي 25 ألف فرد، هذا وسيتم إدراج وحدات سكنية وتجارية إضافية أخري من خلال مراحل تشييد لاحقة والتي ستقوم لاحقة بتوفير الخدمات اللازمة للمدينة التي ستحتضن أربعين ألف نسمة، وتحيط بها سبع قري في محيط قطره كيلومتر واحد، وبهذا ستستقطب مدينة الروابي وما تضمه من مرافق وخدمات مرتاديها الدائمين من تلك القري ومحيطها المجاور.. وتتوزع المناطق السكنية بمدينة الروابي بشكل منتظم حول منطقة تجارية مركزية بحيث يستطيع قاطنو المدينة التنزه بكل يسر مروراً بسلسلة المحال التجارية والمطاعم الموجودة بها، كما ستضم المدينة المصارف ومحلات السوبرماركت بخلاف المراكز الطبية ومزودي الخدمات المهنية المتخصصة وذلك ضمن المنطقة التجارية. المدارس والملاعب الرياضية المختلفة ومسارات التنزه والعدو ستكون جزءاً لا يتجزأ من مدينة الروابي التي ستضم مستشفي أيضاً مركزياً وفندقاً إلي جانب دار سينما حديثة.

فتح الاستثمار

# في رأيك كيف يساهم هذا المشروع في دعم الاقتصاد الفلسطيني وتشجيع الاستثمارات المحلية؟

- نحن سنفتح المجال للمستثمر الفلسطيني العادي بحيث يمكنه ان يأتي ويستثمر في المدينة الجديدة بحوالي 50 الف دولار فقط أو100 الف او نصف مليون او مليون دولار، فكل هذه الاستثمارات البسيطة ستأتي رغم ان المشروع الرئيسي وهو مدينة الروابي ستتكلف أكثر من 350 مليون دولار، ولكن هذا هو الابداع في المشاريع ذات الاهداف التنموية التي تساهم في جذب استثمارات اخري ولو كانت صغيرة القيمة والحجم، ونتوقع جذب استثمارات في المدينة الجديدة تفوق المليار دولار خلال الخمس سنوات القادمة، فنحن خططنا الهيكل التنظيمي للمدينة بحيث تكون قابلة للتوسع فيما بعد، بحيث يمكن للفلسطيني شراء اراض ويبني عليها مشروعه سواء كان مدرسة خاصة أو سنتر تجاري ، وبطبيعة الفلسطيني فانه يحب الاستثمارات ولكن بالأحجام التي يقدر عليها .

اسعار مقبولة

# هل أسعار الوحدات السكنية للمدينة الجديدة ستكون في متناول الفرد الفلسطيني العادي ام ستكون مرتفعة الثمن؟

- نحن اجرينا دراسة حول هذا الامر وصممنا المدينة علي امكانيات الناس بحيث تناسب مختلف الدخول سواء البسيطة والمتوسطة والمرتفعة، والشرائح التي نركز عليها هي الشريحة العاملة التي لا تستطيع حاليا شراء شقة او منزل في المنطقة التي نقيم فيها، لكن اذا خفضنا السعر الي حوالي 20 أو 25 % من الاسعار السائدة فيمكن لهذه الشريحة ان تشتري وحدات سكنية، وهذه هي الشرائح التي نركز عليها كبداية للمشروع، وطبعا هناك شرائح افقر سندرس في المستقبل كيف نساعدها ونقيم لها منازل تناسب احتياجاتها وقدرتها المالية .. لافتا الي ان المشروع يساهم بشكل مباشر في حل مشكلة الاسكان في الضفة حيث يفوق معدل النقص في الوحدات السكنية حوالي 200 الف وحدة .

# هل يعد مشروع الروابي هو الاكبر من نوعه في فلسطين؟

- مشروعنا يعد الاكبر في فلسطين بعد مشروع تأسيس شبكة اتصالات للهاتف الجوال والتي تبلغ استثماراتها حوالي 650 مليون دولار، لكننا اذا احتسبنا قيمة مشاريع البنية التحتية لمشروع المدينة وما سيوفره بعد ذلك من استثمارات خاصة حول المشروع تصل الي اكثر من مليار دولار، فان مشروعنا يعد الأول في فلسطين .. مؤكدا ان هذا المشروع يعد انقاذاً للوضع الاقتصادي الفلسطيني حيث ان المصنع الذي كان ينتج خمسين باباً شهريا فانه ومنذ سنوات الانتفاضة اصبح ينتج بابين شهريا فقط، ومشروع مثل مشروع مدينة الروابي سيجعل هذا المصنع ينتج مائة باب شهريا وهو ما يعتبر حلماً بالنسبة لصاحب المصنع، ومعناه انه لابد ان يطور من وضعه ومصنعه ليتاقلم مع الانتاج الجديد، وخططنا في اجتماع مجلس الادارة كيفية التعامل مع هذا الوضع الجديد، وكيف ندعم مثل هذه الصناعات الانشائية، إما عن طريق نقل الخبرات من شركة الديار القطرية التي لها مشاريع في 35 دولة، وإما عن طريق الدعم المادي عن طريق الاستثمارات المشتركة، ويمكننا في هذا الصدد ان نفتح المجال للآخرين للاستثمار في فلسطين وقد رتبت لي شركة الديار لقاءات متعددة مع مختلف قيادات الشركة والشركات التابعة والشريكة لها ونتحدث حول ما يجب أخذه من هذه الشركات الي فلسطين، وكيف ندخل باستثمارات مع هذه الشركات الانشائية.

دعم الصناعات


# هل هذا يعني ان المشروع سوف يعتمد علي مواد منتجة محليا؟

- ليس كل مواد البناء، فبالطبع المشروع سوف يستورد الاسمنت والحديد من الخارج لاننا ليس لدينا مصنع للاسمنت والحديد، لكن ما اقصده هو الصناعات الاخري المغذية والتشغيلية للانشاءات فمثلا عندنا مصنع للالومنيوم لصنع الابواب والشبابيك وغيرها من الصناعات الاخري، فخلال السنوات القادمة سترتفع مبيعات هذا المصنع بنسبة 40-50 % مقارنة بإنتاجه الحالي الذي يصل الي 20 % من طاقته الانتاجية وهو ما يحقق خسارة له، وعندما اعطي المصنع حق توريد هذه الكميات من الابواب او الشبابيك فسوف يوظف مائة عامل علي الاقل كما انه سيستقدم معدات وآلات جديدة لإنتاج هذه الكمية من الابواب والشبابيك وبالتالي سيحقق ربحاً وهذا هو هدفنا النهائي، وهناك امثلة كثيرة لذلك .

شراكات جديدة

# هل الشراكة الحالية بين شركة مسار والديار القطرية تشجعكم لعقد شراكات جديدة مع شركات اخري لانشاء مشاريع اخري؟

- نحن جاهزون للفرص، فشركة مسار واسمها يدل علي هدفها، أي عمل طريق بين القطاع الخاص الخارجي وبين القطاع الخاص الفلسطيني، ولا يوجد فرق بين ما عنده محل تجاري صغير يستثمر بعشرة آلاف دولار، وبين شركة كبيرة تستثمر بملايين الدولارات، فهذا محترف وهذا محترف في عمله ولكن لكل منهما ثقافة في العمل، وعندما أسسنا الشركة في عام 1994 كان هدفنا التخفيف من الفرق بين هاتين الثقافتين، ونجحنا بحمد الله كثيرا في تحقيق ذلك، واتفاقنا مع الديار القطرية يتوج هذا النجاح، فعندنا مجموعة شركات، واتفاقنا مع الديار يعد اقوي واكبر اتفاق، ونأمل ان يشجع هذا الاتفاق الشركات خاصة العربية والخليجية منها ان تستثمر في فلسطين، فهذا يسعدنا جدا ومتأكد انه يسعد شركة الديار القطرية ايضا لأن هدفهم الاول للاستثمار في فلسطين ليس هدفاً تجارياً بقدر ما هو دعم الاقتصاد الفلسطيني ولكن نجاحنا بشكل تجارياً قد يشجع الشركات الاخري - التي ليس عندها هذا الهدف - ان تأتي للاستثمار في فلسطين، وأول اجتماع مع السيد غانم آل سعد الرئيس التنفيذي لشركة الديار لعرض مشروع مدينة الروابي خرجت من هذا اللقاء بعد ساعة وعندي قناعة تامة ان شركة الديار القطرية سوف تستثمر في فلسطين، لاننا كنا متفقين بشكل اجماعي علي ان هدفنا من هذا المشروع هو دعم الشعب والاقتصاد الفلسطيني، وكان هدفنا خلق فرص عمل، وان يستطيع الفرد الفلسطيني العادي تملك منزل في فلسطين، هدفنا تحقيق رغبة الشاب الفلسطيني بعد انهاء دراسته الجامعية في ان يعمل ويمتلك منزلاً ويتزوج، وللأسف الفلسطيني لا يستطيع تحقيق كل ذلك حاليا، ونعتقد ان هذا المشروع يستطيع تلبية هذه المتطلبات.

مشروعات في غزة

# هل يمكن اقامة مشروعات مثيلة في مناطق اخري بالاراضي الفلسطينية ؟

- هذا سؤال مهم جدا، وأؤكد لك ان فكرتنا الاولي عند دراسة مشروع الروابي هو انشاء مدينتين، واحدة في غزة ومدينة اخري في الضفة، لكننا اخترنا منطقة رام الله لانها الاسهل ومؤمنة لأنها مركز الحكومة ومقر حكم السلطة الفلسطينية، وايضا لانها منطقة تجارية، فمدينة نابلس -وأنا أنتمي لها- تعد مدينة محاصرة ليلا ونهارا، ويؤسفني انني اري مدينتي التي كانت المركز التجاري لفلسطين تحت الحصار، وعلي الطرف الاخر يعد قطاع غزة محاصراً بشكل اشد ويعاني اهله الكثير، والارقام الاخيرة من البنك الدولي تؤكد ان نسبة الفقر في قطاع غزة تصل الي 79 % وهو رقم مهول، لكن ايضا بنابلس وجنين يصل الفقر الي 56 % وهي نسبة مرتفعة ايضا، اذن ليس هدفنا من هذا المشروع هو تخفيض نسبة الفقر من 79 % الي 56 % فهذه ارقام مرتفعة جدا، إذ ان ذلك معناه ان دخل الفرد يصل الي دولارين يوميا، ولكن هدفنا الحد من معدلات الفقر الي نسب متدنية جدا، لاسيما واننا بلد ليس رخيصا بل يعاني من ارتفاع الاسعار خاصة ان اقتصادنا مفتوح علي اسرائيل والسلع التي عندنا تعد اعلي سعرا من مثيلتها الموجودة في اسرائيل .. لافتا الي انه كان الاتجاه في البداية اقامة مدينة سكنية في غزة، لكن للاسف تدخلت الامور السياسية علي الارض واصبحت غزة معزولة عن باقي الاراضي الفلسطينية وللاسف اصبح هناك صعوبة في اتمام المشروع، ولم يقتصر الامر علي مجرد وجود خلاف بين حماس وفتح ولكن الاغلاق التام لقطاع غزة يجعل اي انسان يفكر في الاستثمار بغزة بمثابة انتحار، إذ كيف تدخل الاسمنت والمواد الخام الي المشروع، بل كيف نحن كمسؤولين عن المشروع نستطيع الدخول الي غزة !! وشركة مسار لديها فرع في قطاع غزة به موظفون وعمال وعلي مدار العام المنصرم لم يتم تنفيذ اي عمل، وهذا الوضع في اي دولة في العالم وبالمنطق التجاري فانه ينبغي اغلاق هذا الفرع، ولكننا في الشركة ووفق اهدافنا ومجتمعنا لدينا اعتبارات اخري ولا يمكن اغلاق الفرع .

# لكن هناك نية لاقامة مدن اخري في غزة؟

- بالطبع، فنحن في شركة مسار متفقون وشركة الديار انه في اقرب فرصة ممكنة لابد ان نقيم مشروعاً في غزة وباقي المناطق الفلسطينية، وليس بالضرورة ان ننتظر خمس سنوات لكي نقيم مشروعا آخر ولكن تظهر البشائر مع بداية العمل في اول مشروع وفي حال نجاحه فان ذلك يشجعنا علي اقامة مشاريع اخري في المناطق الأصعب، واعتقد ان هناك حاجة الي اقامة ثلاث مدن واحدة في الضفة ومدينة ثانية في شمال فلسطين علي المثلث بين جنين ونابلس وطولكرم ومدينة ثالثة في الجنوب بين بيت لحم والخليل، ونحن في فلسطين بحاجة الي انشاء أحياء منظمة ونجاحنا في هذا المشروع سيجعلنا نكرره في مناطق اخري بفلسطين، لاسيما ان مساحة فلسطين ليست كبيرة وتستطيع ان تقطعها بالسيارة خلال ساعة ونصف .

سياسة حكيمة

# كيف تري الاقتصاد القطري بصفتك خبيرا عربيا في مجال الاستثمارات والعقارات؟

- مشروع مدينة الروابي هو احد نتاج السياسة الحكيمة ودليل رائع للنهضة الاقتصادية التي تشهدها دولة قطر في مختلف المجالات والقطاعات في عهد حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدي، فمع اصرار الحكومة لإحياء قطاعات اقتصادية جديدة في دولة قطر، تدفقت الكوادر البشرية عليها، بدءاً من العمالة غير الماهرة وحتي أعلي درجات الإدارة، وتدفق المستثمرون الأفراد والشركات من كافة أنحاء العالم، مما جعل الفرصة مواتية لتنمية قطاع عقاري ناجح يستقبل الزيادة السكانية المتصاعدة، ويستقبل أموال المستثمرين .. منوها الي العقارات التي تصعد في كل مكان، وأبراج سكنية وأخري تجارية، ومجمعات عائلية، وفلل فاخرة تحيطها مسطحات خضراء، إضافة الي مشاريع مميزة من الواجهات المائية، وجزر اصطناعية، وسباق في أطوال المباني وجودتها، وهذه المباني مرشحة للتزايد بشكل كبير خلال الخمسة أعوام المقبلة عند الانتهاء من مشاريع عدة قيد التطوير، ونراه اليوم من مشاريع عقارية متنوعة لأهداف سكنية أو تجارية أو صناعية أو تعليمية أو تثقيفية، لا بد أن يكون دليلاً قاطعاً علي أن شركات التطوير العقاري كانت شريكاً واضح المعالم في جميع نواحي الطفرة الاقتصادية التي تشهدها دولة قطر ومنطقة الخليج بشكل عام .. مؤكدا ان الشركات العقارية القطرية لم تكتف بالوقوف عند حدود بلدها، بل انطلقت لتحيي أراضيٍ مهملة في بلدان أخري ولتحقق أحلام عائلات وشركات ومستثمرين في إيجاد بقعة خاصة لهم فيها. وها نحن نري مشاريع ضخمة تنطلق متوالية في عدة عواصم عربية وأوروبية وافريقية .. وكان أهم ما حققته شركات التطوير العقاري المتميزة هذه هو قلبها للصورة التقليدية لما تقوم به الشركات عادة، فحكومات الدول الأخري وشركاتها هي من تأتي لشركات المنطقة، وتحاول التفاوض معها للدخول في شراكات لتطوير تلك الدول والنهوض بها، وعلي الرغم من خروج شركات التطوير العقاري لتنفذ مشاريع علي المستوي العالمي أيضاً، إلا أن التزامها تجاه دولتها ومجتمعها لم يقل للحظة، خاصة أن التشبع لا يزال بعيداً والفرص لا تزال متوفرة بشكل كبير في دولة قطر وستمتد لأعوام آتية.

مسار العالمية

جدير بالذكر ان شركة مسار العالمية - وهي شركة قابضة مقرها رام الله - تقوم بالادارة والإشراف علي شبكة تضم خمس عشرة (15) شركة فرعية، وتتركز أنشطة الأعمال الرئيسية لشركة مسار في التطوير العقاري، وتقديم الخدمات المالية والاستثمارية، وتطوير أعمال الشركات.

وتأسست الشركة لتتولي مهمة ترويج التطور الاقتصادي المستدام من خلال مبادرات بناء مقدرة القطاع الخاص في فلسطين، إلي أن اتسع نطاق عمليات شركة مسار اليوم ليشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وليمتد أيضاً إلي مناطق شرق أوروبا.

وتقوم مجموعة مسار الدولية للعقارات بتطوير عدد من المشروعات السكنية ومشروعات الإسكان، بخلاف العقارات التجارية، إلي جانب المجتمعات السكنية والتجارية الشاملة، كما تقوم المجموعة بتطوير مشروعات البنية الأساسية واستغلال الأراضي للمشترين من مختلف فئات وشرائح المجتمع الاقتصادية والاجتماعية. حققت مشروعات التطوير العقاري الأولي للشركة نجاحاً غير مسبوق، وهذا النجاح الباهر قد رسخ مكانة مسار علي الساحة العالمية ومكنها من توسيع نطاق عملياتها لتغزو بلداناً أخري في المنطقة.

للاطلاع على الخبر عبر الموقع الذي قام بنشره، الرجاء الضغط هنا